مدينة كالاتشي في كازاخستان أصبحت محور اهتمام عالمي عندما بدأ سكانها يعانون من حالات نوم مفاجئة تستمر لأيام. هذه الظاهرة الغريبة التي بدأت في عام 2013 جعلت العلماء في حيرة من أمرهم، ودفعت السلطات إلى البحث عن تفسيرات عاجلة.
بداية الظاهرة: في ربيع عام 2013، بدأ سكان كالاتشي يشعرون بنوبات مفاجئة من النعاس الشديد، حيث كانوا يغفون دون سابق إنذار. بعضهم استيقظ بعد ساعات، بينما استمرت نوبات النوم لدى آخرين لعدة أيام. الحالات كانت متشابهة حيث لم يتذكر الأشخاص أي شيء خلال فترة نومهم الطويلة.
التحقيقات الأولية: قامت السلطات المحلية بإجراء تحقيقات موسعة شملت الفحوصات الطبية والتحاليل البيئية. الفرضيات الأولية شملت التسمم بغازات ضارة أو مواد كيميائية، وتأثيرات الإشعاع من المناجم المهجورة القريبة.
النظريات المطروحة: أحد أبرز النظريات كانت تشير إلى تأثير منجم يورانيوم مهجور يقع بالقرب من المدينة. كان يُعتقد أن تسرب غاز الرادون أو ثاني أكسيد الكربون من المنجم قد يكون السبب وراء هذه الحالات الغريبة. بينما اعتقد آخرون أن الفطريات السامة أو الملوثات البيئية الأخرى قد تكون هي السبب.
الأبحاث والدراسات: فرق من العلماء من دول مختلفة زارت كالاتشي لإجراء الأبحاث. تم تحليل الهواء، التربة، والمياه بشكل دقيق. على الرغم من العثور على مستويات مرتفعة من بعض الغازات، إلا أن الأدلة لم تكن حاسمة بما يكفي لتأكيد أي من النظريات بشكل قاطع.
التأثير على السكان: الظاهرة أثرت بشكل كبير على حياة سكان كالاتشي. الكثير منهم قرروا مغادرة المدينة خوفاً على صحتهم وسلامة عائلاتهم. الباقون حاولوا التكيف مع الوضع الغريب، حيث أُجبرت المدارس والمؤسسات على تعديل جداولها لاستيعاب الحالات الطارئة.
التفسير النهائي: في نهاية المطاف، توصل العلماء إلى أن السبب المرجح هو تسرب غاز أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون من المناجم القريبة. هذه الغازات يمكن أن تسبب أعراضاً مشابهة لتلك التي عانى منها سكان كالاتشي، ولكن لم يتم تأكيد هذه الفرضية بشكل نهائي.
تبقى ظاهرة كالاتشي واحدة من أكثر الألغاز الطبية غرابة في العصر الحديث. رغم أن الحياة عادت تدريجياً إلى طبيعتها في المدينة، إلا أن التساؤلات حول ما حدث تظل دون إجابة حاسمة، مما يجعل كالاتشي موضوعاً مثيراً للدراسة والبحث المستمر.