في يوم مشمس من شهر ديسمبر عام 1945، انطلقت خمس طائرات تابعة للبحرية الأمريكية من طراز "أفنجر" في مهمة تدريب روتينية من قاعدة فورت لودرديل الجوية في فلوريدا. كان من المتوقع أن تعود الطائرات إلى القاعدة بعد بضع ساعات، ولكنها اختفت في ظروف غامضة في منطقة مثلث برمودا، مما أثار واحدة من أكثر الألغاز غموضاً في تاريخ الطيران.
تفاصيل الرحلة: كانت الطائرات الخمس تحت قيادة الملازم تشارلز تايلور، وهو طيار ذو خبرة في البحرية. كانت مهمتهم تتمثل في التحليق فوق مثلث برمودا والعودة إلى القاعدة، وهي مهمة تدريبية قياسية اعتاد الطيارون تنفيذها. بعد مرور ساعتين على إقلاعهم، أرسل تايلور إشارة لاسلكية تفيد بأن البوصلة توقفت عن العمل وأنهم قد ضلوا طريقهم.
الاتصالات الأخيرة: تصاعد القلق في قاعدة فورت لودرديل عندما تلقت إشارات متقطعة من تايلور تفيد بأن الطائرات كانت تحلق في مسار غير معروف. وعلى الرغم من محاولات القاعدة لتوجيه الطائرات باستخدام الراديو، لم يتمكن الطيارون من العودة إلى المسار الصحيح. بعد ساعات من البحث، انقطعت جميع الاتصالات مع الرحلة 19.
البحث والإنقاذ: في تلك الليلة، تم إرسال طائرة إنقاذ تحمل 13 شخصاً للبحث عن الطائرات المفقودة. ولكن الطائرة الإنقاذ نفسها اختفت في ظروف غامضة، مما أضاف لغزاً جديداً إلى الحادثة. على مدى الأيام والأسابيع التالية، أجرت البحرية الأمريكية عمليات بحث واسعة النطاق، ولكن لم يتم العثور على أي أثر للطائرات أو الطيارين.
النظريات والتفسيرات: منذ ذلك الحين، ظهرت العديد من النظريات حول ما حدث للرحلة 19. تشمل هذه النظريات تأثيرات الطقس السيء، وتدخلات خارقة للطبيعة، واختطاف من قبل كائنات فضائية، وحتى تورط الحكومة في إخفاء الحقيقة. بعض العلماء يرون أن الطيارين ربما واجهوا مشكلات في البوصلة وظروف جوية صعبة أدت إلى فقدان الاتجاه والتحطم في المحيط.
بعد مرور أكثر من سبعة عقود على اختفاء الرحلة 19، لا تزال الحادثة تثير فضول الباحثين والهواة على حد سواء. تظل هذه القصة واحدة من أكثر الألغاز الجوية غموضاً، محاطة بهالة من الغموض والتساؤلات التي لم تجد إجابة حتى اليوم.