كيف أحسن من سرعة البديهة و الرد الذكي؟







  في بعض المواقف نتعرض لرد  سخيف أو إستفزاز من شخص ما, الحقيقة اننا نتوصل للرد المناسب لكن في وقت متأخر حيث أن بعد زوال الموقف نجلس مع أنفسنا و نقول لماذا لم يكن ردي عليه كذا أو كذا أي بعدما نهدئ نتوصل للرد المناسب لكن لم يكن في اللحظة المناسبة.


في هذه المقالة سوف نتعلم كيف أهدئ نفسي و أدرب دماغي ليكون دائما في حالة إنتباه  في لحظة تعرضي لسخافة أو رد مستفز, كيف أكون هادئ من داخلي بطريقة أعرف بها أن هذا الشخص بدأ في إستفزازي أو الإساءة لي و أرد عليه بالرد المناسب و في اللحظة المناسبة.


 أول شئ يساعدني بأن يكون دماغي هادئ و مستعد دائما للرد على أي إساءة هي أن تكون عندي ثقة في نفسي و تكون صورتي الذاتية عن نفسي جيدة جدا و رأي الناس و كلامهم لا يفرق معي بشئ و أي إساءة ليس ليس لها أي تأثير علي لأن الثقة بالنفس تعزز الثبات الإنفعالي  و هنا مربط الفرس و ما نحتاجه في مثل هذه المواقف التي يجب أن أحافظ فيها عن ثباتي الإنفعالي  .


الثبات الإنفعالي  يجعلك تعرف كيف ترد و تقلب الموقف لصالحك وهنا سوف نستدل بقصة تاريخية وقعت للسياسي الجنوب الافريقي المعروف نيلسون مانديلا حين كان يوما جالسا في مطعم الكلية و جاء أحد أساتذته يدعى  بييتر و الذي كان يكره تلميذه و أخذ طبق الأكل و جلس بجانبه و خاطبه قائلا : هل تعلم أن الخنازير و الطيور لاتجتمع في طاولة واحدة فرد عليه نيلسون مانديلا :  لا تقلق يا أستاذي فلا بد أن أحلق بعيدا عنك و أخذ طبق أكله و جلس في طاولة أخرى . يعني بكل بساطة يقول له أنت الخنزير و أنا الطائر, و هنا نلاحظ كيف جعل نيلسون مانديلا الموقف لصالحه بكل هدوء.


ثاني شئ هو عدم  أخذ الإهانة بصفة شخصية, لأن لو أخذتها بهذه الطريقة سوف تصبح في دور الضحية ثم تجد نفسك تدافع و تبرر, الصواب هو لو أحد رمى عنك كرة فأرجعها إليه في الحين و لا تدافع عن نفسك نهائيا لأن الإهانة ليست موجهة إليك شخصيا.


دائما يجب تطبيق نظرية الموجب و السالب و هذه النظرية معروفة في علم التواصل, اذا كان الآخر سالب فيجب أن تكون موجب, اذا كان الآخر عصبي يجب أن تكون هادئ و اذا كان الآخر قليل الأدب فيجب أن تكون مؤدب و معناها أن لاتكون خنوع بل تعرف ما تقول, لما أتعامل موجب مع السالب دائما أتغلب عليه و اذا السالب دفعني بأسلوبه الوضيع لأصبح سالب و يعني أن أفقد أعصابي و أنفجر في وجهه فهناك طريقتين لكي أتحكم في مشاعري و أكون موجب:


أول طريقة هي وضع اللسان في سقف الحلق لمدة ثانية لأن هذا الوضع يجعلني أسترجع أنفاسي مع الرجوع خطوة للوراء و النظر في العينين, الرجوع للوراء و النظر في العينين يرهب الآخر  و هي تقنية مجربة.


ثاني طريقة وهي موجهة للناس الذين لا يقدروا على الكلام و التفكير أمام إستفزازات الآخر  و هي التدريب المستمر.

اذا كان هناك شخص في حياتي دائما يسبب لي إزعاج و دائم الإستفزاز لي و لم أستطع يوما التغلب عليه, لساني يتلعثم و دماغي لا يعرف كيف يفكر فيجب علي التدريب المستمر, فكيف ذلك؟

أقف أمام المرآة يوميا لمدة خمس دقائق و أتخيل هذا الشخص أمامي و أرتجل في الكلام دون ترتيبه و مع التدريب المستمر ستتخيل أنه يوجه إليك إحدى الإهانات السابقة التي وجهها إليك ثم ستتعلم الرد المناسب في الوقت المناسب. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-